بعد الرد الايراني التفوق التكتيكي للمقاومة في جبهة الجنوب اللبناني بعد التفوق الاستراتيجي


كتب العميد الركن بهاء حلال

دخلت إيران مرحلة الاستعداد لسيناريوهات  الرد الإسرائيلي، عبر إجراءات وتدابير دفاعية للحمايةوالدفاع عن الأجواء الإيرانية، ولتحصين المنشآت النووية والعسكرية والصناعات الاستراتيجية الحساسة، وبالتوازي التخطيط والتجهيز لردّ فوري قالت ايران إنه سوف يكون سريعًا وفوريًّا على أي استهداف إسرائيلي لأي من المصالح الإيرانية داخل إيران وخارجها، مجددة التأكيد أن هذا الرد سوف يكون عشرة أضعاف الردّ الذي سبق، والذي أرادته إيران محدودًا ومحددًا عقابًا على استهداف القنصلية، لكن الجديد كما يقول المسؤولون الإيرانيون هو أن زمن احتواء الضربات قد انتهى، وقد أدّى مهمته في اتاحة الوقت اللازم لبناء القدرات اللازمة لمواجهة كبرى من جهة، وتمكين محور المقاومة وقواه من امتلاك الجهوزيّة اللازمة لأي منازلة مقبلة.
وفي ظل انتظار الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجمات التي نفذتها إيران بالمسيرات والصواريخ، تتركز الأنظار على الجبهة اللبنانية المشتعلة مع إسرائيل، والتي تشهد تصعيدًا خطيرًا منذ اليوم الذي تلى الرد الايراني.
فالجنوب اللبناني يشهد قصفاً إسرائيلياً مستمرًا ومتبادلاً مع المقاومة الاسلامية في لبنان وهذا التصعيد برأيي يرتبط بشكل وثيق، بالجبهة الإيرانية وبتغير المشهد الاستراتيجي لمسرح العمليات، وهذا ما ساهم في اشتعال معاركاً أكثر شراسة على هذه الجبهة.
وتتواصل هذه العمليات العسكرية منذ أكثر من ستة أشهر، وتتوسع بشكل يومي على طول الحدود الجنوبية من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا، ولكنها كانت وما تزال محصورة ضمن قواعد اشتباك فرضتها حربٌ مقيدة بالمكان والزمان ونوعية السلاح، ولن ننسى انها مرتبطة بعملية الفعل ورد الفعل وقد حافظت المقاومة طوال فترة القتال وحتى اليوم على استلام زمام المبادرة والمبادئة والتي فرضتها وقائع الميدان العسكري، مع تسجيل بعض الاستهدافات بعيداً عن الحدود اللبنانية الجنوبية، كمثل القاعدة الجديدة حاليا كلما استهدفت منطقة البقاع إسْتُهدِفت منطقة الجولان المحتلة.
وعد الرد الايراني والتخبط الذي وقع فيه المستوى السياسي والامني والعسكري في إسرائيل نضيفه إلى الضياع الذي يؤرق حياة قادة الجيش الإسرائيلي واعضاء مجلس الحرب وحيث ان هذا الأخير لم يستطع حتى الآن أن يتخذ قرار موحد فيما خص الرد على الهجوم الايراني ارى ومن وجهة نظري العملية أن الإسرائيلي يحاول تثبيت معادلة جديدة وهي الرد على الرد الايراني يكون برأيه هو التصعيد الخطير على جبهة جنوب لبنان دون الإعلان عن ذلك حيث أنه برأي العقل العسكري الإسرائيلي أن مركز الثقل الاستراتيجي لمحور المقاومة هو حزب الله ما يؤدي برأيه إلى إحباط محاولة إيران تثبيت معادلة الانتقال من الصبر الاستراتيجي إلى الردع الاستراتيجي، لذا فأن المقاومة الاسلامية في لبنان صعدت عملياتها، فاستهدفت القبة الحديدية مرتين في قاعدة بيت هلل (في اصبع الجليل) عبر المسيرات الانقضاضية، وأشعلت فيها الحرائق، وردّت قوات الاحتلال بغارات تصعيدية انتقامية في دبعال والشهابية كانت حصيلتها أربعة شهداء، وكان رد المقاومة استهداف قاعدة ميرون للمراقبة والاستطلاع الجوي والمسؤولة عن الجزء الاستخباري لهذا عمليات ولتثبيت معادلة الردع القائمة على الاستهداف النوعي للاهداف الحيوية والتي تتميز بميزات استراتيجية عالية القيمة عند الاسرائيلي، واستخدام ايضا قيادة اللواء الشرقي 769 في مستعمرة كريات شمونة.
ولن ننسى ان المقاومة وتأكيدا على تثبيت سياسة الردع قامت منذ يومين بتفجير عدة عبوات بقوة من لواء جولاني حاولت التقدم في منطقة تل اسماعيل لجهة الضهيرة داخل الأراضي اللبنانية وقد زرعت هذه العبوات رغم حركة المسيرات الإسرائيلية الدائمة ورغم مراقبة الاقمار الاصطناعية الغربية والأمريكية هذا وقد تكبد العدو خسائر فادحة في ألأرواح مما اجبر القوة على الانسحاب.
إلى ذلك فالغليان جنوبًا على حاله، حيث شنّت طائرة مسيّرة إسرائيلية بعد غارة على بلدة عين بعال استهدفت فيها أحد الشخصيات القيادية في المقاومة فأستشهد وإصيب شخصين.
أيضاً، قصفت مدفعيّة العدو بلدة الخيام. وأطلقت مواقع الجيش الإسرائيلي المتاخمة لجبل اللبونة رشقات نارية ثقيلة باتجاه أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة. وأغار الطيران الحربيّ على منزل من ثلاث طبقات في بلدة حانين ما أدّى إلى تدميره بالكامل. وفي المقابل، رد حزب الله بشنّ «هجوماً جويّاً نوعياً بمسيرات انقضاضيّة على دفعتين استهدفتا منظومة الدفاع ‏الصاروخي في (بيت هيلل) وأصابت مسيراته منصات القبة الحديديّة وطاقمها وأوقعت أفراده بين ‏قتيل وجريح.
ومن وجهة نظري أن إسرائيل تحاول تعويض خسارتها الاستراتيجية عبر الاخلال بميزان القوى المعمول به على جبهة الجنوب وذلك عبر استهداف بعض قادة المقاومة وعناصرها مستخدمة ما تملك من تفوق تكنولوجي ما حدى بالمقاومة إلى إعادة رسم هذه القواعد بخطوط عريضة عبر تصعيد متدرج ارى ذروته بتنفيذها هجوماً بالصواريخ والمسيّرات بعملية مركبة ومعقدة استهدفت فيه مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في *عرب العرامشة*، مما أدى إلى إيقاع أفراد المقر جمعيهم بين قتيل وجريح ويقدر عددهم بين ١٥ و١٧ جندي.
وكما استهدف مقر قيادة الفرقة ٩١ في ثكنة برانيت بالجليل الأعلى بصاروخ من نوع بركان، وحقق فيه إصابات مباشرة.

واستهدف ايضا انتشار مستحدث لجنود الاحتلال جنوب ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية.
كل هذا التصعيد مارسته الم قاو مة لتمنع العدو من اعتبار او اعتقاده أن ردُه على الرد الايراني ممكن ان يكون في لبنان عيدبر هذه الاغتيالات التي ينفذها ولتؤكد المقاومة أن المعادلات ما زالت كما هي لا تتغير واليد الطولى ستبقى للمقاومة والتي لم تستعمل حتى الآن أكثر من ٢٠% من قدرتها التكتية والاستراتيجية
انتهى الصبر الاستراتيجي
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya